عندما نتطرق بالحديث عن مفهوم خدمة العملاء في القطاع الحكومي فأننا نشرح مصطلح عريض ومتداخل مع عدة مفاهيم متشابهة في الغاية والقصد , فخدمة العملاء والتي اضحت مجال خصب للتنافس والركض بين كافة المنشئات الخدمية سواء في القطاع الخاص او العام , هي حقل تناولته الكثير من الدراسات الاكاديمية والعلمية , التي تحاول جاهدةً دائماً للوصول الى غاية إرضاء العميل والظهور بالصورة المشرفة التي تعكس فلسفة المنشأة وبيئة الانتاج بها , وهذا السعي والتنافس مقترن ببيئة عمل عالمية ديدنها السرعة في الانجاز وتحقيق سبق الفكرة في التنفيذ وذلك في ظل عالم تجاوز مرحلة ما بعد القرية الكونية بكثير واصبح الشعار الواضح فيه والعنوان الأبرز هو البقاء والاستمرار للأصلح .
ومن هذا المنطلق وإلى جانب أن القطاعات الحكومية قريبة من بعضها في طرق الإدارة، إلا أن الخدمة الجيدة في المخرجات النهائية لأعمالها هي العنصر الأساسي في بناء استراتيجيات الأعمال والمهام المناطة بها، وهي المؤشر الأول في نجاحها، ومن هذا باتت العملية الإدارية تركز على مفهوم خدمة العملاء من خلال ثقافة مرنه وجهود مركزة تعتمد على استقطاب الكوادر البشرية المميزة، وتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك، خصوصاً مع تنامي الوعي لدى طالبي الخدمة من الجهات الحكومية، والانفتاح والاطلاع على تجارب الدول الناجحة، مما يستدعي من المسؤولين في هذه الأجهزة، رعاية مفهوم خدمة العملاء ووضعه في جل اهتماماتهم، لتعزيز المرونة وتنفيذ خدماتهم المقدمة بالشكل المأمول.
وبطبيعة الحال لم يأتي مفهوم خدمة العملاء في القطاعات الحكومية ليفرض نفسه، إلا بعد نتاج مهم ومثمر مهماً لدور القطاع الخاص الذي أستطاع أن يؤسس ويبتكر المفاهيم والمقومات الإدارية الجديدة، حفزت القطاع العام مع مرور الأيام على محاكاتها، والنظر في إمكانية تطويرها في نفس الوقت وتطبيقها في كثير من دول العالم، وضعت من أجل هذا المفهوم سياسات وبرامج تعزز من المرونة والسرعة وتقديم الحلول للمشاكل والمعوقات والمتابعة المستمرة لكل ما يخدمها لتحقيق أهدافها من خدمة العملاء في القطاع الحكومي.
ونحن نعيش اليوم حاضراً مبتسماً في وجه الطموحات والتطلعات فيما وفرته القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز(يحفظه الله) للأجهزة الحكومية، وبمتابعة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية وإشراف ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، يبرز مفهوم خدمة العملاء في واجهة المفاهيم التي يجب العمل عليها في الجهات الحكومية بشكل مستمر، من خلال بيئة عمل تنافسية من واجباتها إظهار أهمية العمل والنتائج المقدمة من الأعمال للوصول إلى احترام متبادل وشفافية عالية بين الجهة والمستفيد منها.
إن إقامة مؤتمر ” ثقافة خدمة العملاء في القطاع الحكومي” يأتي خطوة يملوها الأمل والتفاؤل في الوقوف على هذا المفهوم، والتعريف به، من خلال مشاركة المهتمين والمشاركين فيه، من خلال ما سيقدمونه من أعمال علمية وفقاً لمعايير عالية، تخدم نشر هذه الرسالة الهامة التي تهدف إلى تلبية احتياجات العملاء والعمل وتجاوز توقعاتهم لتحقيق أعلى درجات الجودة والرضا، بعد أن يسلط الضوء في المؤتمر على واقع وتحديات ثقافة خدمة العملاء في القطاعات الحكومية، وسبل البناء والتعزيز وفق البيئة التنظيمية، وأبرز الاتجاهات الإدارية والتقنية لذلك، واستعراض التجارب الناجحة دولياً ومحلياً. يعقد المؤتمر خلال الفترة 5-7 صفر 1437هـ الموافق 17-19 نوفمبر 2015م
في مركز الملك سلمان للمؤتمرات بمعهد الإدارة العامة.
للمزيد
الاطلاع على رابط المؤتمر
http://www.ipa.edu.sa/Arabic/Media/EventsConferences/csconf2015/Pages/default.aspx